في بعض اللحظات، نكون مقتنعين تمامًا بأمر ما، ثم فجأة، نشعر أن شيئًا تغيّر داخلنا، فنتراجع أو نغيّر القرار. والغريب أننا لا نجد سببًا واضحًا لهذا التبدّل. فما الذي يحدث فعلًا؟
الحقيقة أن عقولنا لا تعمل فقط بمنطق التفكير الواعي، بل هناك عقل خفي يعمل بصمت، يُحلّل المشاعر والانطباعات والتجارب السابقة. أحيانًا نصل إلى قرار داخلي دون أن نُدرك خطواته، فنشعر فقط أننا “لم نعد مرتاحين” لهذا الخيار.
أيضًا، المزاج العابر له تأثير كبير. الشعور بالتعب، أو التوتر، أو حتى الجوع، قد يُغيّر نظرتنا تجاه أمر كنا نراه منطقيًا قبل دقائق. ولهذا، لا يُنصح باتخاذ قرارات مصيرية في حالات الانفعال أو الإجهاد.
كذلك، التردد لا يعني الضعف دائمًا، بل قد يكون علامة على نضج التفكير، والرغبة في التحقق قبل المضي قدمًا. العقل الواعي يعيد التقييم حين يشعر أن هناك “إشارة داخلية” تستحق التوقف عندها.
فإذا شعرت يومًا أنك غيّرت رأيك فجأة، فلا تَجلِد نفسك. ربما كان في داخلك سبب لم يُفصح عنه بعد، لكنه يحاول حمايتك.